نيروبي(سبأ):استعرض رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، امام رؤساء دول وحكومات ووفود العالم المشاركة في الحوار الإستراتيجي رفيع المستوى ضمن اجتماعات الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي، خطط وأولويات الحكومة للتنمية الحضرية كاحدى الأدوات للحفاظ على السلام الاجتماعي وإعادة الإعمار، وتسريع التعافي الاقتصادي، وبالذات في الدول المتأثرة بالنزاعات.
مؤكداً إن الابتكار والتكنولوجيا يساعد على تخطي كثير من المصاعب والتحديات التي تفرزها الصراعات، وتمثل فرصة لإعادة بناء البنى التحتية والمؤسسات الرسمية بصورة سليمة ووفقاً لرؤية شاملة تستند على مبادئ التنمية الحضرية.
جاء ذلك في مداخلته التي ألقاها في الحوار الإستراتيجي رفيع المستوى وبمشاركة رئيسي جمهورية كينيا اوهورو كينياتا، وجنوب السودان سلفا كير، ورئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما، ووكيلة الامين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة ميمونة شريف، وبحضور وفود من مختلف دول العالم، ضمن أعمال اجتماعات الدورة الأولى المنعقدة تحت شعار "الابتكار لتحسين مستوى المعيشة في المدن والمجتمعات".
وتحدث الدكتور معين عبدالملك، عن تجربة اليمن وما تشهده من تدمير لعدد من مدنها منذ الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، كما هو حال بعض المدن العربية كالموصل وحلب وغيرها التي ذهبت ضحية لجماعات متطرفة.
وأشار"إلى النهج الذي تتبعه الحكومة للتعامل مع هذا التحدي بقدر عالي من المسؤولية وإعداد خطط ورؤى واضحة لتخطي ذلك، ووضع أولوية التنمية الحضرية ضمن أجندتها كخطوة اساسية في اعادة الاعمار والتعافي السريع والعودة إلى المسار الاقتصادي.
وتطرق إلى أثار الصراعات في تدمير الاعمدة الأساسية للتنمية، وافراغ المدن من النشاط الاقتصادي، وتضاعف اعباء النزوح إلى مدن ومناطق غير مؤهلة، ما يشكل اعباء تتحمل مسؤوليتها الحكومة..
ولفت"إلى رؤية الحكومة لتحقيق التنمية الحضرية المنشودة والاحتياجات القائمة في الجوانب الاسكانية والخدمية والبنى التحتية، والدور المعول على شركاء اليمن في التنمية بدعم هذه الخطط والرؤى.. مؤكدا عزم وتصميم الحكومة على تقديم تجربة ملهمة للدول الخارجة من الصراعات في التنمية الحضرية.
وقال " ومع سعينا لتحقيق التنمية الحضرية، لكن لدينا في اليمن إرث حضاري عالمي تمتد جذوره إلى الاف السنين، وحريصون على الحفاظ عليه، وقد خصصنا بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية 20 بالمائة من عائدات النفط للتنمية المحلية في المحافظات، والتي لديها اجندة حقيقية لتحديث مخططاتها الحضرية لتكون مواكبة للتطور".
وأشار رئيس الوزراء، إلى النقاشات الدائرة لإشراك القطاع الخاص المحلي والأجنبي في تنفيذ الأجندة الحضرية في اليمن، واشراكه في المشاريع الإستراتيجية ومشاريع البنى التحتية بشكل فاعل، والرؤى التي يتم العمل عليها لتوفير الضمانات لانجاح هذه الشراكة، وقال "هناك خطط كبيرة لاعادة اعمار اليمن، وفرص واسعة وواعدة للمستثمرين للمساهمة، في مختلف المجالات، في الخدمات الأساسية والبنى التحتية وغيرها، والحكومة على استعداد للتعاون وتقديم كل ما يلزم".
وألقيت مداخلات في الحوار الإستراتيجي رفيع المستوى من رئيسي كينيا وجنوب السودان ورئيس وزراء فيجي والمديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، استعرضت في مجملها اهمية التنمية الحضرية ومواكبة الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الحادي عشر، الذي ينص على "جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود والاستدامة"، مشيرين إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه التنمية الحضرية في الحفاظ على السلام وإعادة الإعمار بعد الأزمات والحد من مخاطر الكوارث.