نيروبي(سبأ):استضافت الجمعية العامة لموئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دورتها الأولى المنعقدة بالعاصمة الكينية نيروبي، اليوم، رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبدالملك، كمتحدث شرفي في فعالية بعنوان "الترابط بين العمل الإنساني والسلام والتنمية والقدرة على الصمود في المدن العربية".
وألقى رئيس الوزراء كلمة في افتتاح الجلسة تحدث فيها عن التحديات التي تواجه المنطقة العربية وخاصة الدول التي تشهد صراعات وبينها اليمن وأدت إلى تعطل الخدمات وتدمير البنية التحتية وتاثير ذلك على ملايين المدنيين وما نتج عنه من موجات نزوح كبيرة.. وأشار في ذات الوقت إلى ان الواقع ليس سوداوي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وهناك دول تعرضت لما أسوأ من ذلك، والأهم القدرة على النهوض.
ولفت الدكتور معين عبدالملك، إلى رؤية الحكومة للتعامل مع بناء المدن المتضررة ومعالجة الأبعاد النفسية والاجتماعية جراء الدمار والحرب، وقال " السؤال الذي يفرض نفسه هو هل نحن مستعدون وقادرون على التعامل مع هذا الوضع، واؤكد هنا ان ارادتنا قوية وماضون بدعم من الأشقاء والأصدقاء للتغلب على كل الآثار التي خلفتها حرب مليشيا الحوثي على الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية".
وكشف عن نقاشات جارية مع المانحين وشركاء اليمن في التنمية على الاولويات التي ينبغي الانفاق عليها على المدى القريب وبينها البنية التحتية.. وأضاف " اذا ما اخذنا بالحسبان بأن ثلثي الدول التي تعيش او عاشت مرحلة الصراع تعاني من ضعف التنمية وتفاوت في توزيعها فإننا نضع أيدينا على احد اهم أسباب الصراعات في العالم، فكما انه لا تنمية بدون أمن واستقرار فإنه لا استقرار بدون تنمية، ولذا وللوصول الى سلام شامل مستدام في اليمن فإنه لزاما علينا وعلى المجتمع الدولي الذي يعمل معنا لتحقيق السلام في اليمن بأن يدعم مسيرتنا لتحقيق التنمية وإطلاق عجلة إعادة الاعمار واستعادة التعافي الاقتصادي".
وأشار رئيس الوزراء إلى ان اليمن تواجه تحديات مركبة، ضاعفت من تاثيراتها الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية والتي إلى جانب من كوارثها الإنسانية غيرت من واقع المدن والتجمعات الحضرية والتحركات السكانية، فكانت الهجرات من المدينة الى الريف للهروب من ويلات الحرب، ونزوح كبير نحو الحواضر المدنية المحررة والمستقرة وبشكل تجاوز قدرات هذه المدن على استيعابه.
وأكد ان الحكومة تدرك ان هذا الواقع لا يمكن عكسه ولابد من التعامل معه وإيجاد الحلول المناسبة له، وقال "لذا نعمل على محاور أساسية تمكنا من إعادة اعمار اليمن وفقا لأسس سليمة وبما يضمن تحصين الحواضر المدنية من الازمات والصدمات المستقبلية، وهذه المحاور تتمثل في وضع سياسات حضرية وطنية".
وأوضح رئيس الوزراء، ان هناك فرص استثمارية واسعة في اليمن يمكن ان توظف فيها الابتكارات والتقدم التكنولوجي، وفي كافة المجالات، والحكومة مستعدة لتوفير البيئة المناسبة والاسس الضرورية لنجاح المشاريع الاستثمارية المحلية والأجنبية.
وتحدث في الفعالية التي ادارها مدير المكتب الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الدول العربية، الدكتور عرفان علي، وكيلة الامين العام للامم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج موئل، ميمونة شريف، ووزيرة الاشغال العامة الكويتية الدكتورة جنان بوشهري ووزير الاسكان العراقي بانجن الركاني ونائب الامين التنفيذي للاسكوا منير ثابت.
ونوه المتحدثون بما تمثله التنمية الحضرية الشاملة والامنة والمرنة من امرا بالغ الاهمية للتخفيف والحد من الصراعات في المناطق الحضرية وخارجها والتعافي من الازمات بشكل أكثر فاعلية.. متطرقين إلى اوجه التعاون الممكنة مع الأمم المتحدة لتعزيز مفهوم التنمية الحضرية وتطويرها خاصة في البلدان العربية.