الأزمة اليمنية.
وصلت إلى الأبوابِ المغلقة من حيث الحلول والاتجاه إلى السلام وتصاعد في الأزمة الإنسانية،والأسباب كثيرةً ربما يُدركها المتخصصون في الشؤون اليمنية والنسيج الاجتماعي والسلوك السياسي لدى كلّ الأطياف اليمنية،ومعرفة تعدد القوى مايُطلق عليها التعدد الحزبي الذي أصحبت ثقافة تُدار من الخارج وتستورد الأفكار" الغير ملائمة مع بيئة اليمن
وهناك أيضاً قضايا عالقة منها القضية الجنوبية التي أسفرت عن تفجير أزمة يقودها شعب الجنوب الرافض للوحدة مع شمال اليمن منذ حرب عام 1994م،حيث أكدت القوى الجنوبية إن الخروج من الوحدة وفق الاتفاقيات الدولية بين الطرفين والتي بدأت عام 1972م حتى اتفاقية عام 1989م والتي أعلن بموجبها الوحدة الاندماجية ما أسفر عقبها نزاعاً أدى إلى حرب صيف 1994،واستطاع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هزيمة قوات الرئيس السابق علي سالم البيض "نتج عنها اجتياج الجنوب والاعتراف بأن الحالة مفهوم"احتلال"بحسب تصريحات القوى اليمنية التي شاركت صالح في اجنياج الجنوب.
الحوثيون أصبح أيضاً السبب الرئيسي في إغلاق أبواب الحلول في الأزمة اليمنية لأنهم طيفاً طائفياً ومناطقياً وعقائدياً ينطلقون من رؤية" التمهيد لظهور دولة صاحب الزمان والمكان ونائبه وليّ الفقية الإلهية"وهذه الرؤية أغلقت على الجميع الأبواب إلا من خلال هزيمة أو نصر لأحد أطراف الصرع في الحرب،لأنها رؤية لاتقود إلى حلول نحو التعايش السلمي والسياسي المبني على نُظم مفهوم الدولة الشامل"ويُرفضون المواطنة بظلّ القانون" كما أنهم يزعمون تلقي الأمر مباشرة من الإله حد زعم ثقافتهم السياسية والطافية، ومنذ إسقاط الدولة اليمنية بتاريخ21سبتمبر2014م ويعملون على تغيير ثقافة البلاد نحو تقديس الأشخاص وفرض الطبيقية المقيتة.
نحن في موقع "عرب برس" طرحنا تساؤلاً على كتّاب وصحافيين عرب لمعرفة آراء الساحة بوجهة نظر مهنية .. وقلنا" ماهي الحلول للأزمة اليمنية،وكيف ترون السلوك الدولي تجاه أحداث اليمن .. ومَن المعطل بوجهة نظركم لسلام في اليمن ؟
قال الأكاديمي الدكتور"علي بن أحمد الرباعي أستاذ بيولوجيا وفسيولوجيا الخلية"قسم علوم الأحياء" جامعة الملك عبدالعزيز.. قائلاً قلوبنا مع اليمن...والعرب ككل يتعرضون لمؤامرات تفتيت وابتزازن سياسي ومالي وحروب تدمير.... مؤكداً بقوله "أنا لست سياسياً ولاعسكرياً إستراتيجياً وما أشُاهده هو"أنّ الحلول كلما اقتربت تم إبعادها،ولن يسمح بها ..والله أعلم.
أمّا الصحفي السوداني الأستاذ"حسام الدين صالح" بدأ حديثه بالشكر قائلاً"أشكر لك حسن الظن والثقة...لكني لست ملماً"كفاية بالداخل اليمني... لكن على العموم:ومن واقع التجربة السودانية،فإن الحلول الداخلية هي الأكثر ملائمة للتطبيق والأكثر قدرة على صنع الاستقرار والسلام،لأن الحلول الخارجية هي في الحقيقة أصل المشكلة ولن تكون المشكلة حلاً في يوم من الأيام.
وأضاف"الحل هو في توافق وطني على الحد الأدنى أولاً،لوقف الدم، ولمعالجة الوضع الإنساني المتردي،بعدها تأتي الحلول السياسية التي يجب أن تؤمّن على ضرورة الحلول الداخلية.
ولفت بقوله"بالنسبة للسلوك الدولي فهو مهماً كان مرتبط ومعبّر عن سياسات قوى دولية متصارعة لا يمثل لها العالم الثالث سِوى محور مصلحة،وقد يكون من مصالحها استمرار الأزمة في اليمن.
وأكد بقوله"إنّ أكبر معطل للسلام هو تضارب الأجندة الذي ينتج عن الارتباط بالحلول الخارجية. وقال حول السلوك الدولي "إنّ السلوك الدولي ميّال لمصالحه ولذلك يعاني من بطء ولامبالاة، السلوك الإيراني ميّال لمصالحه ولذلك يواصل في زعزعة استقرار اليمن والمنطقة العربية..مؤكداً على"لابد من إعادة الروح للحياة السياسية وفك الارتباط بالخارج.
وكيل وزارة الإعلام اليمنية الأستاذ"نجيب غلاب"تحدث حول عوامل جوهرية في الأزمة اليمنية وقال"الحوثية تركيبة أيديولوجية مؤسسة على عقائد الولاية وهي نزعة أصولية عنصرية ربطت الدين والدنيا بالعرقية وشرعنتها من النص الديني باسم الاصطفاء الإلهي وهي نازية أشدّ وطأة من اصطفاء الطبيعة التي اعتمدت عليها الهترلية الألمانية.
وأشار إلى"إنّ هذه العقيدة العنصرية المتأصلة في بُنية الذهنية والوعي للحركة الحوثية ...يجعل القتال لديها من أوجب الواجبات لفرض حكم السيد العلم المسيطر على الدين والدنيا ومن يرفضه شيطان قتاله هو الدين ...لذا فان الحوثية أشبه بالقنبلة التي تفجر نفسها وتفجر بلادنا وكلما زادت قوتها زاد عنفها وارهابها وتصديرها للجريمة...مؤكداً إنّ المسألة اليمنية مرتبطة أساساً بكيفية إنهاء هذا الإرهاب الذي يتقنع بل خديعة وبباطنية سياسية مركبة.
وقال إنّ الحوثية تُمارس أي شيء لتمرير ولايتها بما في ذلك إقتراف الجريمة وممارسة الفساد وشرعنته وهذا الأمر يجعلها حراكاً لتخريب كل سيّء محيطٌ لها لصالح تنظيمها الموازي وتعتقد إنّ إنهيار الدولة والمجتمع وتقوية تنظيمها الموازي ليصبح متحكم كفيل بتأسيس الولاية لاحقاً فهو أداتها في المرحلة الراهنة.
وأكّد إنّ الحل أوضح ما يكون"لدى الناس على المستوى الشعبي قناعة تامة إنّ تفكيك الحوثية كتنظيم بكافة تكويناته والبدء بالمليشيا ثم تجفيف كل منابع إنبعاث الولاية وتأسيس جمهورية العدالة والمواطنة والإخوة.
وأشار إلى"إنّ إدارة المعركة ضد الحوثية تقتضي بالضرورة استيعاب العدوان الحوثي ومخاطره التدميرية على بلادنا من كل فرد يمني ومن كافة التكوينات اليمنية والعمل على بناء الاجماع الوطني والإلتحام بالعرب يإخلاص وطني وعربي والخروج من المناورات وحروب المصالح الانتهازية والتركيز على الإنقاذ وبناء دولة المواطنيين والخروج من معضلة بناء القوة لتصفية الآخرين والتفكير بالتوافق الوطني الذي يعمل لصالح الشعب وحماية المصالح المشروعة لمختلف القوى .
وأوضح إنّ السلوك الدولي مرتبط بمصالح متعددة بعضها انتهازي مرحلي وبعضها ابتزازي وهذا لا مشكلة معه وعادة ما يوظف الحوثية"أداة قذرة في هذه المصالح الغير مشروعة والتي تدل على فهم قاصر لمخاطر الإرهاب الحوثي الإيراني.
وأكد إنّ هناك مصالحاً نابعة من مفاهيم جيوإستراتيجية لكنها غير مستوعبة للخطر الذي ينتجه الإرهاب الحوثي وهؤلاء يشكلون خطراً أولاً على مصالحهم البعيدة نتيجة القصور في فهما أو أنّهم متآمرون ويتحركون من خلفيات أخرى لاعلاقتة لها بالقراءات العقلانية للمصالح الوطنية والإقليمية والدولية.
وتحدث الكاتب اللبناني"الأستاذ"إياد أبوشقرا قائلاً"أنا من الذين يؤمنون بأنّ شرعية أي حكم تقوم على الشعب،وما يطمح إليه هذا الشعب. طبعاً،تمر كل شعوب الأرض بمراحل استثنائية تتعرض فيها للتآمر والتضليل والمتاجرة بأحلامها...لكنّني بالمختصر المفيد"اعتقد أنّ هناك ثلاثة منطلقات للتسوية في اليمن:
الأول:على مستوى الشرعية الدولية تطبيق قرارات الشرعية بناء على مخرجات الحوار الوطني ومبادرة مجلس التعاون. 2
والثاني:كف يد إيران خليجياً .. ويمنياً، لأن الظاهرة الحوثية لا تنفصل عن "الغزو" الإيراني - الكهنو-إمبريالي لليمن والمنطقة العربية عموماً.
الثالث:حل داخلي حقيقي يقوم على الفيدرالية الواقعية والعاقلة،بحيث تنزع من الغالبية مشاعر الظلم،وتنزع من الأقلية مشاعر الخوف،ومنح المكونات الفدرالية حكماً ذاتياً فعلياً...أنا من المؤمنين بجدوى الفدرالية في كل كيان تعددي.. من سويسرا إلى لبنان، ومن الهند إلى ليبيا.