أكد الباحث السعودي، محمد عسكري، أن العراق لا يمكن أن يكون كياناً قوياً ومؤثراً بدون محيطه العربي، كما أن العرب بدون العراق سيظلون ضعفاء ومشتتين"، مبيناً أن "مهام صعبة بانتظار رئيس إقليم كوردستان لكن نيجيرفان البارزاني سينجح في تجاوز العوائق".
وقال عسكري خلال حلقة نقاشية بعنوان: "رئيس إقليم كوردستان في الأعوام الأربعة المقبلة" والتي نظمه مركز رووداو للدراسات في أربيل اليوم إن "المملكة العربية السعودية يحترم التاريخ الكوردي، وكان هناك تكريم لكل المسؤولين الكبار سواء كان السيد البارزاني أو السيد الطالباني"، مضيفاً "نعلم أن المملكة العربية السعودية إحدى الدول الكبرى اقتصادياً كما أنها دولة لها تأثير إقليمي، كما ستكون لها مع العراق إحدى الساحات المرتقبة إذا حصل صراع قادم بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية".
وأضاف " كان هناك حذر في التعامل مع العراق في الحقب السابقة حتى لا تتدخل السعودية في الشأن الداخلي للعراق، حيث نعلم أن هناك تأثيراً طاغياً لإيران في العراق، وهذا ما خشينا أن نقع فيه أي أن تكون هناك مواجهة إيرانية سعودية في العراق ذاته".
وأشار عسكري إلى أنه "ندرك أنه ما يحدث في العراق سيفيض إلى الداخل السعودي، كما أن السعودية بدأت في السنوات القليلة الماضية بالتوجه بقوة إلى العراق في ظل المستجدات، كما أن العراق لا يمكن أن يكون كياناً قوياً ومؤثراً بدون محيطه العربي، كما أن العرب بدون العراق سيظلون ضعفاء ومشتتين".
ولفت إلى أن "الحكومة السعودية بدأت التواصل مع بغداد وبدأت زيارات متبادلة اقتصادية وسياسية وانتهت بالتجارية".
وأردف "فتحت السعودية قنصليتها هنا قبل سنتين وبدأت تسيير رحلات من جدة إلى أربيل، وكانت هناك وفود اقتصادية تجارية جاءت إلى هنا وتتطلع بأنه سيكون هناك إقبال سعودي استثماري لأن كوردستان لديه نسبه عالية من الاستقرار السياسي، كما أن الاجراءات الاقتصادية والتجارية سهلة"، مبيناً أنه من "المتوقع بأن الرئيس القادم السيد البارزاني لديه مهام صعبة أولها التصالح مع الاتحاد العراقي ككل، ثانياً التقارب مع مكوناته الداخلية، والتواصل مع الشتات الكوردي حول العالم لاسيما في الدول الرئيسة أي إيران وتركيا وسوريا، ولكن ليس هناك عوائق إذا ما استخدمت كل المؤهلات الموجودة هنا".
وبين أن "الملك سلمان بن عبد العزيز دعا الدول العربية والخليجية إلى قمة في 25 رمضان تعقد في مكة لمعالجة الحشد العسكري الموجود حول الخليج العربي، وتقصد المملكة بهذه القمة بأنها ليست الدولة الوحيدة المعنية بهذا الإشكال، حتى وإن كانت إحدى الساحات التي ستدار فيها المعركة، لذلك على كل الدول العربية والخليجية أن تقوم كل دولة بدورها".
وأردف أن "العراق لديه دور رئيسي ومحوري في هذا الشأن حيث يستطيع بسبب علاقاته الجيدة مع الولايات المتحدة وتقاربه مع إيران بأن يخفف من وطأة هذا التهديد، كما أن السعودية تعول أن يقوم إقليم كوردستان بدوره الإيجابي وخصوصاً أن لديه موقع استراتيجي ويطل على ثلاث دول رئيسية".
وأوضح عسكري أن "توجه المملكة سياسي أمني في بغداد أما في كوردستان توجهه المبدأي تجاري اقتصادي ثقافي، ونحن متفائلون بأن التعقل ومناشدة أصوات السلام ستحل، لكن إذا أصرات إيران والولايات المتحدة الأمريكية على الحرب، فأعتقد أن هناك استعدادات كاملة لمثل هذا النتائج المروعة".
وتابع الباحث السعودي "أتمنى على الرئيس القادم ان يتواصل مع حكومة المملكة العربية السعودية لأن هناك لجان بدأت بالتحرك في السنة الماضية ولكنه للأسف هذا التصعيد خف في هذه السنة، لكن هناك توجه إيجابي ما بين الرياض وأربيل