طهران(عرب برس):بعد الهجمات على أهداف نفطية في الامارات والسعودية تغير الآن الوضع السياسي للمنطقة بشكل جذري.
وأحد أكثر الإجراءات دهشة في هذا الصدد هو السفر غير المعلن لبومبيو للعراق حيث كان يحمل في جعبته وثائق وتقارير مؤكدة عن استعدادات للقوات المرتزقة التابعة للنظام الإيراني في العراق لتنفيذ هجمة على الأهداف الأمريكية في العراق وأخبر المسؤولين العراقيين ومنهم للنظام في الحقيقة بأن أي هجمة سيتم الرد عليها بشدة وقساوة.
وعلى ما يبدو أن النظام قد تسلم الرسالة وهناك تقارير متوفرة تظهر أن النظام أوعز لمرتزقته في العراق خشية تنفيذهم هجمات ضد أهداف أمريكية.
وفي نفس الصدد قال جرمي هانت وزير الخارجية البريطاني بأننا لا نختلف مع الأمريكيين حول نشاطات مرتزقة النظام في العراق وأكد "نحن لدينا أيضا نفس التقييمات عن تكثيف التهديد من قبل إيران" ومن جهة أخرى أخبر الرئيس الروسي بوتين خلال مقابلة تلفزيونية النظام بعدم الخروج من الاتفاق النووي وعم التأمل بدعم الأوروبيين ومن خلال تعبيره بالقول بأن روسيا ليست رجل إطفاء أفهم النظام بعدم الأمل في الحصول على دعم روسيا.
في الولايات المتحدة، أبلغت إدارة البيت الأبيض مجلس الشيوخ والكونغرس بالتطورات في المنطقة والمعلومات التي تم الحصول عليها عن التحركات الإرهابية للنظام.
تشير جميع هذه التطورات إلى أن الولايات المتحدة تحاول سد الثغرات والفجوات المحتملة والفعلية سواءا داخل الإدارة والهيئة الأمريكية الحاكمة وسواءا فيما يتعلق بأوروبا والأطراف الأخرى التي يتطلع إليها النظام.
ولكن على الرغم من أن جميع الدلائل والعلامات تشير لتورط النظام في هذه الهجمات وردات فعله الفرحة تشير إلى تورطه أيضا، إلا أن أمريكا لم تعلن رسميا بأن النظام كان وراء تلك الهجمات لأنه على مايبدو أن الولايات المتحدة ليست في عجلة من أمرها لدخول هذا العمل المبكر وتسعى لعدم طي وقلب أوراقها.
لكن فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، من ناحية، أكد مساعد وزير الدفاع على دور النظام في الانفجارات الأخيرة ، ومن ناحية أخرى أعلن أنه مشغول في إنهاء بحثه في هذه القضية.
كما أشار أنور قرقاش، وزير الدولة في الإمارات العربية المتحدة، إلى تصريحات ظريف التي أنكرت أي تورط للنظام في هذه القضايا ، قائلاً: "إيران تتحدث على عكس ما تقوم به في المنطقة".
من ناحية أخرى، فإن النظام، على الرغم من المخاطر الكثيرة التي يواجهها في مثل هذه التدابير، لا يزال ينفذ مثل هذه الهجمات، لأنه لا يوجد لديه سبيل آخر غير ذلك.
النظام يملك طريقين لاثالث لهما. أولهما هو أنه يجب عليه التصرف كحكومة عادية تقبل جميع القوانين والمقررات الدولية بما في ذلك التعايش السلمي والاحترام المتبادل مع الدول المجاورة والتخلي عن الاستمرار في البرنامج النووي وتطوير البرنامج الصاروخي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. إن التخلي عن أحد تلك الإجراءات والأعمال كما تحدث مؤخرا خامنئي في حديثه غير ممكن البته بالنسبة للنظام لأن سيمشي في طريق نفي وجوده وبالتالي سقوطه.
الطريق الآخر هو أن يستمر في سياساته المدمرة ويتقبل عواقبها. وما يمكن رؤيته في المشهد الحالي هو أن النظام اختار الطريق الثاني.
بنابراین اقدامات رژیم و دست زدن به اعمال خرابکارانه در امارات و عربستان را نبایستی دیوانگی محسوب کرد بلکه محاسباتش را کرده و راه دیگری ندارد.
لذلك فإن إجراءات النظام وإقدامه على تنفيذ عمليات تخريبية في الامارات والسعودية لا يجب أن يتم اعتبارها أعمالا جنونية بل النظام قام بإجراء حساباته وهو لا يملك طريقا آخر.
ولا يمكن لأحد أن يتلقى من هذه الأعمال أنها رسالة قوة للنظام بل هو يشبه شخصا وقع في مستنقع وهو في حال الغرق فيه وكلما سعى للخروج منه غرق أكثر. هذه هي حقيقة النظام التي أشار إليها خبراء النظام أنفسهم والخبراء الأجانب أيضا وكانوا يحذرون النظام من مغبة والعواقب المميتة لإقداماته. مايكل بريجنت خبير أمريكي أشار خلال حديث له مع وكالة فوكس نيوز إلى استخدام النظام لقواته التي تقاتل عنه بالوكالة وقال:
"هذا هو فن قاسم سليماني وقوات القدس! أنتم تستطيعون الاستفادة من القوات التي تحارب بالوكالة وتقولون أنه لا علاقة لكم بها وتستفيدون من نتائجها خلف المشهد". وفي داخل النظام حذر علي بيغدلي أحد خبراء النظام مشيرا إلى تفجيرات السعودية والإمارات من أنها يمكن أن تحمل تبعات وعواقب وقال: "من الأفضل في ظل هذه الظروف ألا تقدم المليشيات العسكرية على تنفيذ ضربات في ظل هذا الجو الملتهب في المنطقة". وبذلك يكون هذا الخبير أشار بشكل غير مباشر لدور النظام في هذه العمليات.
الحقيقة هي أن النظام لا يملك قواعدا للعبة غير الذي يقوم به وذلك بناءا على طبيعته. وهذه العزلة الدولية الكبيرة للنظام هي نتيجة تخلي الولايات المتحدة عن سياسات الاسترضاء، الأمر الذي طالبت به المقاومة الإيرانية عدة مرات خلال العقود الماضية وهو إنهاء سياسات الاستمالة المتبعة من قبل الغرب.
حتى الآن، استمتع النظام بسياسة الابتزاز هذه، في حين لا يمكن الإجابة على هذه السياسة إلا في ضوء سياسة الاسترضاء المتبعة من قبل القوى الغربية.
الآن وفي ظل اتباع سياسات حاسمة في وجه النظام فإن النظام ليس مجبرا فقط على دفع تكلفة وثمن إجراءاته وأعماله الحالية بل سيكون مجبرا أيضا على دفع ثمن سياساته الرامية لنشر الحروب وتصدير الإرهاب التي كان ومازال يتبعها في الماضي.