كتب(السفير"علي عبدالله البجيري):تداول ناشطو مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا مقطع فيديو مأخوذ من محاضرة شاركت فيها في نادي الصحافة السويسري في يناير ٢٠١٨م ،
كان الحديث يدور حول حقيقة ثروات الجنوب من ذهب ونفط واين تتواجد حقولها ومناجمها ومن ينهبها ويستحوذ عليها. وقد تطرقت الى ما كشفه لنا الصديق الخبير الروسي سيرجي نيكلايف من معلومات عن نفط الجنوب والحقول الغير معلنة وكيف يتم نهبها من قبل شركات غربية بمشاركة نظام صالح حينها وعصابات ال الأحمر وقوى قبلية وعسكرية متنفذة. وبما إن هذا الموضوع قد اثار إهتمام الرأي العام اليمني كونه كشف حقيقة النهب لثروات الجنوب منذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990م حتى 2015م، أجده من المناسب ان اوضح عدد من الحقائق المرتبطة بسياق هذا الموضوع.
يكشف الخبير النفطي الروسي ”سيرجي نيكلايف” :Сергей Никалаев بالنص التالي
1 – هناك العديد من القطاعات النفطية التي لم يعلن عنها، وكلها تقع في الجنوب ومنها – القطاعات ذات الارقام ( 93-94-95- 96 ) في جزيرة سقطرى، والقطاعات ذات الارقام ( 46- 61- 62- 63 ) في خليج عدن، والقطاعات ذات الارقام ( 22- 23- 24 ) في البحر الأحمر . واكد الخبير على أن شركات النفط الغربية هي من تقوم بنهب الثروات النفطية والغازية بدون أي حسيب أو رقيب متقاسمة تلك الثروة من الرئيس السابق والقوى المتنفذة في البلاد. وكشف الخبير” نيكلايف” عن ما قام به من دراسات إحصائية، مستخلصا منها ” بان ما يقارب ال 400 مليار دولار من عائدات النفط في الجنوب وحدها، تم الاستيلاء عليها ونهبها من قبل تلك الشركات الغربية مع متنفذين في الحكم اليمني، ومنهم الرئيس السابق “صالح” والجنرال ” الاحمر” ، واولاد الشيخ الاحمر، ومجموعة من المقربين من القبيلة والعسكر في اليمن”.
وفي هذا السياق نشرت قناة روسيا اليوم تقريرا عن الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA عام 1988م كشفت ان احتياطي النفط في جنوب اليمن يفوق احتياطي النفط في دول الخليج كاملة.
ووفقا لتقرير عملية مسح جيولوجي أمريكي تمت عام 2002م فأن النفط الغير منقب عليه ( الاحتياطي ) في منطقة باب المندب لوحدها يفوق 3 مليار برميل وهذا الجزء من باب المندب يتبع لجنوب اليمن
2- الموضوع الثاني كان عن مناجم الذهب في حضرموت وهذه هي التفاصيل الموثقة من مخطط ووثائق الانتاج الفعلي :
يتواجد في غرب مدينة المكلا تحديدا في شعب المنسي 10 مناجم للذهب. و اعتماداً على وثيقة مخطط حجم الإنتاج فتشمل القائمة مناجم في حضرموت التي كانت ضمن المحضور العلم بها ويجهلها حتى ساكني المنطقة نفسها. ومع ذلك فإن أكبر مناجم الذهب في الجنوب مملوكة لعصابات الفيد الهمجمي ويتقاسمها أولاد الشيخ الأحمر والرئيس الصريع صالح وإخوانه ورجال الدين المتشددين المتحكمين بخيوط الارهاب الدولي العابر للحدود وهذه هي تفاصيلها :
ينتج منجم M1 أكثر من مليون أوقية من الذهب سنويًا. و ينتج منجم M2. مليون واثنين من عشرة 1.2 اوقيه ويعتبر الأكبر. علما ان شركة جنوب افريقيا تمتلك فيه حوالي30% . منجم M3 ينتج سنويا 488 ألف أوقية من الذهب. وهو فقط جزء من عمليات كبرى للبحث عن الذهب في صحراء حضرموت، تمتلكه شركة تابعة للجنرال علي محسن وحميد الأحمر. وقد دأبت الشركة على عدم إصدر أية بيانات الإنتاج. وعلمنا بانه تم مؤخرا اغتيال احد الخبراء المتخصصين في قطاع الانتاج لهذا المنجم. هناك منجم اخر وهو منجم M4 معدل الإنتاج فيه يصل الى 5.1 آلاف أوقية، وهو منجم لشركة يملكها كلا من عبدالوهاب الانسي و محمداليدومي”. منذ عام 1997، أنتجت الشركة أكثر من 4.5 ملايين أوقية من الذهب. منجم M5 هو منجم للذهب والنحاس، وهو واحد من اهم المناجم المملوك لشركة يملكها رجل الأعمال الحوثي فارس مناع وشريكه شاهر عبدالحق, 1998 م . منجم اخر وهو منجم M6 ، ومعدل الإنتاج فيه يصل الى 440 ألف أوقية، وهو يقع “غرب المكلا في منطقة الصحراء، وتقوم بالإنتاج فيه شركة مملوكة للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر مناصفة 50% مع شركة تركية. وبدأ إنتاجه عام 1995م. منجم M7 معدل الإنتاج: 400 ألف أوقية يمتلك منجم شركة تابعة لمحمد علي محسن والشيخ أبولحوم. وبدأ العمل في الحفرة الرئيسية المفتوحة داخل المنجم منذ 1980على يد السوفييت. وقد اجريت عمليات تطوير و تنقلات اخرى للبحث عن معادن تحت الأرض بالقرب من X2 حيث تقوم شركة تركية بالبحث والاستكشاف والاستخراج وتملك 30% والبقية يملكها رجل الاعمال حميد الاحمر والتي قامت بتصدير 6.7 مليون اوقية حتى 11 يناير 2015.
هناك منجم آخر وهو M8 الإنتاج فيه هو 490 الف أوقية ويحتوي على حفرة مفتوحة بجانب منجمين تحت الأرض يعرفان باسم “X16″وX17″ . واعتبارًا من 31 ديسمبر/ كانون الأول 1998، بلغ احتياطه المثبت والمحتمل من المعادن 4.5 مليون أوقية من الذهب، والذي وصل الإنتاج ما بين 975 ألفًا إلى 1.075 مليون أوقية في 2016 بتكلفة تصل مابين 780-850 دولارًا لكل أوقية. ومن المتوقع إزدياد حجم الإنتاج ليصل إلى ما بين 980 ألفًا إلى 1.5 مليون أوقية بتكلفة تتراوح ما بين 520 إلى 550 دولارًا لكل أوقية.
3-- الموضوع الثالث كان عن نهب تماسيح معاشيق لحوالي (13.4 مليون دولار) من حساب محافظة عدن دون موافقة المحافظ حينها الاستاذ عبدالعزيز المفلحي، وتم ذلك اثناء غيابه وهو ما ادى به إلى تقديم استقالته بتاربخ 17 نوفمبر عام2017 ، موثقا كل تفاصيل فساد بن دغر المحال للتحقيق بموجب قرار الاعفاء الرئاسي.
4 -- الموضوع الرابع يتعلق بالشركات الوهمية ودورها في نهب ثروات الجنوب. فبحسب تحقيق اجراه موقع ”يافع نيوز ”هناك 184 شركة عاملة بينها 111 شركة وهمية تدفع للجيش مقابل حمايتها ”51 مليار و 197 مليون ريال ” وكل هذه الشركات والحقول تقع في الجنوب والتفاصيل كاملة في موقع يافع نيوز .
5-- الموضوع الخامس يتصل بواحد من الحقول الخاصة والذي تمتلكه القوى الشمالية المتنفذة، وهو ما تم الكشف عنه يوم 18 يناير 2019م ويقع في منطقة العقلة بمحافظة شبوة الجنوبية،هذا الحقل مساحته 62 كيلو مربع
ويحتوي على 40 بئر نفطبة، وتتواجد فيه مصفاة صغيرة تغطي الانتاج اليومي الذي ينقل بواسطة الشاحنات التابعة للمتنفذ السنحاني المدعو '' الحثيلي '' ويباع في السوق السوداء اليمنية تحت حماية اللواء العسكري 21 ميكا التابع للفريق الأحمر وآل الأحمر.
أما المربعات الصغيرة فهي لآبار النفط في حقل العقلة الذي تشتعل المعارك حوله بين اللصوص وبين ابناء شبوة الابطال الذين يحاصرون الحقل بهدف استعادة ثروات بلادهم.
6 -- واختتم مقالي عن نهب ثروات الجنوب واستمرارية الفساد المستمر من نظام صالح إلى دولة الشرعية بفضيحة جديدة اعلن عنها رئيس اللجنة الاقتصادية مستشار رئيس الدولة ( حافظ معياد ) وفصولها تكمن في نهب مبلغ 9 مليار في شهر واحد فقط من قبل محافظ البنك المركزي وزير مالية الحوثي السابق المدعو زمام، ولكم ان تتخيلوا وضع البلاد والعباد إلى اين ؟؟؟؟؟
أردت بهذا إن أوضح للقراء الافاضل ولمن اطلعوا على مقطع الفيديو المتداول، خلفيات محاضرتي في نادي الصحافة السويسري في يناير عام 2018م ، ومصادر المعلومات التي استندت إليها، والهدف من ذلك هو إن يعرف أبناء اليمن شماله وجنوبه والأقليم والعالم حجم الظلم الذي يعانيه أبناء الجنوب من جراء نهب ثروته وخيرات بلاده.وأكون بهذا قد وثقت هذه المعلومات قبل ان يغادرنا التاريخ.