كتب(بهزاد صفاري)المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"بعد ١٢ يوماً من وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب من قبل أمريكا قام الولي الفقيه بعزل قائد قوات الحرس محمد علي جعفري وعين مكانه حسين سلامي.
وقالت السيدة مريم رجوي "حقًا إن قوات الحرس التي لا تحمل أساساً اسم إيران في تسميتها الرسمية هي القوة الأساسية لحفظ نظام ولاية الفقيه وتصدير الإرهاب ومسؤولة عن مشروع الحصول على السلاح النووي ومشاريع النظام الصاروخية. قوات الحرس تتحكم بالقسم الأكبر من الاقتصاد الإيراني.
محمد علي جعفري كان أقرب شخص لخامنئي منذ عام ٢٠٠٣ حيث تم تعيينه في منصب رئيس القسم الاستراتيجي في قوات الحرس.وقد قام خامنئي مع جعفري بتصميم وتنفيذ خط واستراتيجية قوات الحرس ونظامهم.
أحمدي نجاد"وصل لرئاسة الجمهورية من خلال القيام بتصميم المركز الإستراتيجي لقوات الحرس في عام ٢٠٠٥ وخامنئي قام بتعيين جعفري قائدا عاما على قوات الحرس في عام ٢٠٠٧. وكان لجعفري دور هام في قضايا انتخابات عام ٢٠٠٩ وبعد دورتين رئاسيتين له لمدة ٥ سنوات لكل دورة كان يجب تغييره في شهر سبتمبر ٢٠١٧ لكنه تم إبقائه في منصبه لمدة ثلاثة أعوام أخرى. لكن خامنئي قام بعزله فيما بقي 16 شهرا من السنوات الثلاث.
وخلافاً لبقية قادة قوات الحرس رفيعي المستوي والجيش الذين أصبحوا مستشارين عسكريين لخامنئي بعد عزلهم فإن جعفري لم يصبح مستشارا عسكريا لخامنئي بل عيّنه خامنئي مسؤولا عن المقر الثقافي الاجتماعي المسمى بقية الله في حادثة في الأولى من نوعها ولهذا السبب قيل بأن خامنئي أهان وحقر جعفري من خلال تسليمه هذا المنصب.
ولهذا السبب فإن عملية العزل مع كل هذه الإهانة تضعنا أمام سؤال حقيقي لم تطرح حتى الآن أسبابه المختلفة التي تصب جميعها في قاسم مشترك ألا وهو الظروف المتأزمة جدا التي يمر بها النظام.
الجدير بالذكر أن وزير المخابرات ادعى في ١٩ أبريل اعتقال عشرات الجواسيس وقيل بأن عدداً كبيراً منهم كانوا في قوات الحرس.
خامنئي"أجبر على عزل جعفري لأنه لو كان جعفري مقبولا بالنسبة لخامنئي في ظل ظروف وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب لكان خامنئي أخّر قليلا عملية عزله ولذلك يمكن الاستنتاج بلا شك بأن خامنئي كان ساخطا بشدة على الحرسي جعفري الذي قد تساقط من كانوا تحت سلطته بأشكال مختلفة بما في ذلك التجسس لصالح الأجانب وخاصة أولئك القادة رفيعي المستوى التابعين له والآن هو الآخر يتساقط بعد خيبة آماله.
وبعد انتخاب روحاني مجددا في عام ٢٠١٧ كان الصراع يشتد كل يوم بين قوات الحرس وروحاني ولكن في النهاية رضخ خامنئي لوجود روحاني خشية من مواجهة انتفاضة في حال عزله ولذلك أراد تعاون قوات الحرس مع روحاني ولكن جعفري فضل المواجهة مع روحاني حتى اضطر خامنئي لعزله.
قوات الحرس لم تكن يوما جهازا منسجما ومن اليوم الأول تأسست من مجموعة عصابات متصارعة من الممكن أم تشتبك فيما بينها في أي لحظة.
والعصابات التي كان لها صراعات مصالح حقيقية هي من العصابات المرتبطة بالعصابة المتحالفة حتى عصابات الخط الأول الأمامي وغيرها...وهذا الأمر أدى لأن تظهر هذه المؤسسة المتلاحمة والمتحدة ظاهريًا في مواقع مختلفة متشتتة وتتساقط عناصرها في العديد من المنعطفات.
في ظل الظروف الحالية فإن أي حدث سياسي دولي وداخلي مرتبط بإيران يجب تحليله بمحاذاة احتمالين اثنين يرجعان إلى اضطرار نظام الملالي.
الأول: المواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها وبدء مواجهة عسكرية.
الثاني: الاستسلام المحترم ورضوخ النظام لشروط مايك بومبيو الـ12 والتحول نحو نظام عادي متعارف.
كما أن تعيين حسين سلامي يمكن تحليله في هذا الإطار، فخامنئي مع تحليله بأن أمريكا لن تريد الحرب يريد إعمال سياسية النصر بالرعب من خلال استقدام عنصر صاخب يستخدم اسلوب إطلاق العنتريات والصراخ دائما كسلامي.
حسين سلامي مجبور الآن على استبدال عدد من القيادات الأعلى منه رتبة من الناحية العسكرية والذين لا ينصاعون له ولأوامره.وإذا قام بهذا العمل سيزداد السخط عليه وستتزعزع أسس حكمه.وإذا لم يقم بتنحيتهم سيبقى جهازه مختلا وأعرج.
ومع وضع قوات الحرس على قوائم المنظمات الإرهاب فإن قادة الحرس يعلمون قبل الجميع بأن النظام الإيراني لم تبق له فرصة للبقاء.
إن وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب سيؤدي لتشديد الأزمة داخل قوات الحرس وزيادة عدم الثقة بالمستقبل في أوساط أعضائها وتوسع الشك والتردد والاعتقال داخل قوات الحرس بتهمة التجسس الأمر الذي سيؤدي حتما لتهيئة الأرضية لإسقاط نظام الملالي.