كتب(فضل الوجيه):الشهيد هاني خميس من أبناء قرية الغيل بالأزارق شاب أسمر البشرة أبيض القلب من أسرة فلاحية فقيرة تربى في كنف المعاناه والحرمان.
كان أشرف الناس وأعف الناس صال وجال في جبهات القتال ونازل الموت في جبهه المخا وجرح أكثر من مرة هناك .
كان الشهيد يحلم بحياة كريمة ومستقبل أفضل عاد من المخا بعد إن جمع قطرات عرقه وجهده مهراً لعروسة وقرر يوم الثلاثاء الماضي إن يودع عالم العزوبية.
لم يمض على زواج الشهيد هاني سوء ثلاثة أيام ولكن ما إن سمع صوت الرصاص وشاهد القائد يوسف يستشهد حتى ترك عروسته وهجر المرقد وحلو الطعام ولبا نداء الجهاد والوطن .
كانت أخر مكالمة له إن اتصل لأحد زملائه في جبهة المخا محمد أبو عاصم يخبره باستشهاد القائد يوسف لكن زميله حاول إن يغضبه ويقول له لقد دخل العدو بلادكم ليرد عليه هاني إن يدخلو إلآ على جثتي أنهى محادثته وبادر لحمل سلاحه لكن العدو باغته برصاصه في رأسه جعلته يخر ساجداً لله شهيداً.
لقد أثبت الشهيد هاني بان الوطنية الحقيقية والفداء لا تمنح للآخرين بمعيار البشرة البيضاء ونسب القبيلة وإنما هي روح فياضة وكرم بلا حدود تمنح للمخلصين والأوفياء في هذا الوطن.
الشهيد هاني خميس لقد أثبت إنه أهلاً للرجولة فهنيئاً له الاستشهاد والوفاء والإخلاص فهو أوفى الوفاء وأطهر الطهر.
وقطرات الدماء التي سآلت منه امتزجت بعطر عرسه روت الأرض وفاح أريجها عطراً جميلاً في كل أنحاء البلاد وسيسجله التاريخ بأنه مثالاً للوفاء كيف وهو ماندلا الغيل خاصة والأزارق عامة فهنيئاً له الشهادة والاستبسال والفداء وإلى جنات الخلد بإذن الله.