عدن(مركز عدن للإعلام):هي الحرب لا تبقي ولا تذر. ضحاياها كثر وشرها يطال الجميع. واكثر الفئات تضرراً في مجتمعنا اليمني هم الأطفال بلا شك. ويمكن للشر في الحروب انه يحول الطفل الى شخص آخر أكبر مما هو عليه والطريقة التي يتم فيها ذلك عادة تكون من خلال تجنيد الأطفال وجعلهم آلة قتل ربما لغرض الانتقام لموت إب أو لما يضفيه السلاح على حامله من قوة ومنزلة واستعلاء أو للغاية الأهم الدفاع عن الوطن والذي لا يجب أن يحمل الطفل أعبائها.
ولكن ميليشيات الحوثي لا يعنيها ذلك وخلال سنين طويلة ساهموا، و بطريقة واضحة و صريحة وأمام أعين الجميع، على استهداف براءة الطفولة و تبديد أحلام الأطفال. ومن نجا من هول الحرب من الأطفال يترك ذلك عليهم صدمة طويلة الأمد تؤثر بشكل كبير في نفسية الأطفال بمختلف الأعمار و تجعل من الصعب عليهم إعادة الإنخراط بالمجتمع. ولأن الحروب تترك أثاراً عديدة أكثر تعقيداً وعمقاً مما نتخيل، تتعدى كونها أثاراً جسدية أو عضوية وتمتد إلى الآثار النفسية والعقلية التي قد تبقى لسنين طويلة حتى بعد أن تشفى الجراح وتختفي..
لذا كان لزوما إن يتكفل احد بإعادة الطفولة المسلوبة لهولاء الضحايا وتغيير أفكار وسلوكيات الأطفال السلبية وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية متصالحة مع الواقع، من خلال جلسات عديدة متنوعة تكون بشكلٍ فردي أو مع مجموعة من الأشخاص الذين عانوا وعايشوا نفس التجربة المؤلمة غالباً، يعمل المعالج من خلالها على مساعدة المريض لإدراك تصرفاته وأفكاره الحالية والعمل على تغييرها بطريقة تساعد في معالجة التجارب النفسية الأليمة بطرقٍ مختلفة. وهو ما كان وتحقق وكانت مدينة مأرب نموذجا لهذا الشأن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية
والذي قد نفَّذ مشروعاً في عدد من المحافظات اليمنية لإعادة تأهيل الأطفال المجندين، مكوناً من مراحل عديدة، استفاد منه 8000 مستفيد من الأطفال المجندين وأسرهم، بتكلفة إجمالية بلغت 837.424 دولاراً أمريكياًًّ من خلالها إعادة تأهيل مايقارب 350طفلاً مجنداً ومتأثراً بالحرب من عدة محافظات يمنية خضعوا لهذا البرنامج. من قبل إدارة فريق التأهيل والاختصاصيين والاختصاصيات والمعلمين والمعلمات .
*إعادة تأهيل الدفعة الأولى من المرحلة التاسعة والعاشرة من المشروع.
و اختتم في نهاية شهر مارس من العام 2019 المرحلة الثامنة من مشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جنّدتهم الميليشيات الحوثية في اليمن والذي تنفذه مؤسسة وثاق للتوجه المدني, وسط حضور رسمي. وتم البدء بإعادة تأهيل الدفعه الأولى من المرحلة التاسعة والعاشرة من المشروع.
واحتفى المركز بنجاحه بعادة تأهيل 26 طفلاً من مختلف المدن اليمنية كانوا ضحايا لتجنيد مليشيات الحوثي وذلك بحضور وكيل محافظة مأرب علي الفاطمي، وعدد من مديري المكاتب العمومية في المحافظة.
*إعادة لروح الطفولة
والجميل في ذلك الروح العالية التي بدأ عليها الأطفال أثناء استعراضهم في الدورة في برنامج الحفل الذي تخللته العديد من الفقرات إلابداعية، أعطت صورة واضحة عن عملية إعادة تأهيلهم، وكيف ساهم البرنامج في بث الروح لنفسياتهم التي كانت في حالة سيئة وممزقة جراء تجنيدهم والزج بهم في ساحات القتال التي لا ترحم احد.
وابدع الأطفال في الأعمال التصميمية, التي تظهر مهاراتهم وإبداعاتهم.
ومن جهته ثمن وكيل محافظة مأرب "علي محمد الفاطمي" الجهود التي بدلها مركز الملك سلمان للإغاثة الداعمة لليمن في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية، ومنها برنامج تأهيل الأطفال اللذين جندتهم الميليشيا. بإعادتهم إلى حضن أسرهم ومدارسهم ووطنهم.
حيث قال الفاطمي في كلمة له خلال الحفل أن محافظة مأرب أضحت الملاذ الآمن لأبناء الشعب اليمني الذين نزحوا هرباً من بطش المليشيا الحوثية، وذلك لوجود الدولة داعياً إلى رص الصفوف والابتعاد عن كل المماحكات لمواجهة هذه المليشيات من أجل اجتثاثها والخلاص منها للابد..
و عرضت العديد من القنوات التلفزيونية تقاريرا ً كشفت من خلالها جهود مركز الملك سلمان في تأهيل أطفال اليمن المجندين.
وعن طرق التأهيل تلك، قام حساب "تأهيل أطفال التجنيد"، بنشر صورًا لمجهودات برنامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الخاص بإعادة تأهيل الأطفال المجندين.
وذكر المركز في سلسلة من التغاريد في"تويتر": ان برنامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الخاص بإعادة تأهيل الأطفال المجندين يهتم بالتركيز على النشاطات الفنية ومنها الرسم الذي يساعد الأطفال على البوح عما في أنفسهم, ويعمل على تخليصهم من الصدمات النفسية" إضافة الى إن المركز يهدف بالدرجة الأولى لأن يعود الأطفال إلى حياتهم الطبيعية و تكون في أيديهم الصغيرة أقلام يخطون بها مستقبلهم المشرق لا السلاح, والزج بهم في جبهات الحرب.
وستستمر عملية إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالحرب في اليمن، بمرحلتها التاسعة والعاشرة من المشروع، الذي يعمل على إعادة الأطفال إلى حياتهم الطبيعية
وأكدت العديد من التقارير الإحصائية الحديثة التي تم إصدارها من قبل لتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان عن تجنيد الانقلابيين للأطفال، ومن بين المجندين أطفال أعمارهم ثمانية أعوام وعدد منهم أقل من 17 عاما. حيث تركز ميليشيات الحوثي في عملية تجنيدها في الأطفال على اختيار الأسر ذات الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، إضافة لعملها على التجنيد الإجباري لطلاب المدارس، من أجل رفد جبهات القتال، نتيجة الانهيارات المتتالية في صفوفها.