المجرة الإيرانية والبديل الحقيقي
9:03:21 PM 2019-06-28 منذ : 1977 يوم
المجرة الإيرانية والبديل الحقيقي
في المظاهرات العظيمة للمقاومة الإيرانية التي عقدت يوم ١٥ يونيو ٢٠١٩ في بروكسل، أشار جوليو ترتزي وزير الخارجية الإيطالي السابق ضمن شرحه للأوضاع الحالية والمرحلة النهائية للفاشية الدينية الحاكمة في إيران، إلى موضوع البديل الديمقراطي وأعدائه في العلن وفي الخفاء، وقال موضحا جذور وأفكار النهضة من التاريخ الإيراني المعاصر:
"لقد تغيرت الظروف السياسية كثيرا في إيران وخاصة بعد انتفاضة عام ٢٠١٧ والنظام الإيراني وصل لمرحلته النهائية.
مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة في حال التقدم وكسب الدعم الشعبي المتزايد يوميا. هناك بديل ديمقراطي معتبر واسمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
في إيران هناك بديل ديمقراطي يتمتع بجميع مواصفات البديل الديمقراطي المعتبر. القاعدة الاجتماعية، قيادة حكيمة، ومقاومة منظمة، ومشروع محدد من أجل الغد، كل ذلك يجتمع في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وفي مشاريع ومخططات السيدة مريم رجوي.."
استرون استيونسون عضو برلماني أوروبي سابق تحدث في أحد أحاديثه الأخرى عن مظاهرات بروكسل مشيرا للضرورة الحتمية والحياتية للنظام في تشهير مجاهدي خلق وقاعدتهم الاجتماعية الواسعة في إيران، وقال: "نحن نواجه نظاما مجرما. لقد حشد الملالي وزارة مخابراتهم وأنظمتهم الأمنية ضد معارضة هذا النظام.
لقد أنفقوا آلاف الدولارات من أجل حشودات نشر الأكاذيب الملفقة ضد مجاهدي خلق في ألبانيا. أنا ومع عضوين رفيعي المستوى من البرلمان الأوروبي في سفرنا لأشرف ٣ قمنا بملاقاة إخواننا وأخوتنا الشجعان ومع السيدة مريم رجوي. وقمنا بتأليف كتاب حول لقائنا والآن يتم طباعته. رسالتنا لجميع هؤلاء الذين يعمدون لتطبيق سياسة الاسترضاء مع هذا النظام في أوروبا هو أن يفيقوا. أوقفوا سياسات الاسترضاء مع هذا النظام الشيطاني. نحن اليوم نقدم هذه الرسالة لكي نقف جنبا إلى جنب مع الشعب الإيراني الشجاع. هدفنا هو إحلال الحرية والديمقراطية، والعدالة، والقضاء على هذا النظام الطائفي المستبد".
كتب خبير علوم سياسية من طهران في مقال بعنوان "القوى الاجتماعية والبدائل السياسية في إيران اليوم":
"في الوقت الحالي، على الرغم من وجود مشروع ادعاءات وجود البديل الديمقراطي من قبل حفنة فاقدة لأي خاصة من خواص التنظيم والتوجيه الثوري، لكن الجهة الوحيدة التي تتمتع بمؤهلات وخصائص القيادة الثورية من وجهة نظر علمية هي فقط منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ويضيف الخبير والمحلل المذكور: إذا وضعنا جانبا القائمة الطويلة من ضحايا منظمة مجاهدي خلق التي تشمل جميع الفئات العمرية والجنسية والقومية والدينية والاجتماعية، نرى ما بين أعضائها ومناصريها أشخاصا هم من بين المؤشرات التي يتمتع بها البديل الحقيقي.
وخاصة، أن تكوين المجلس الوطني للمقاومة، الذي هو عبارة عن تحالف من الاتجاهات السياسية المختلفة ، يشير إلى أن هذا البديل يمثل مصالح مختلف الجماعات والقوى الاجتماعية".
لا يوجد أدنى شك وترديد أو خلاف في وجهات النظر حول أن المرحلة هي المرحلة النهائية، مرحلة الإطاحة بالنظام الفاشي الذي يحكم إيران.
والدليل على ذلك هو إطلاق حملات البدائل المصطنعة والإيماءات والمحاولات الفارغة التي كانت تدعى أن يوما ما سيقبلون يد خميني الملطخة بالدماء وسيشحذون سيف الجلاد. هؤلاء أنفسهم هم من يتحدثون عدم وجود بديل حقيقي
لكن يجب أن نرى ماهي خصائص البديل الديمقراطي الحقيقي؟
خصائص البديل:
من أجل أن نتعرف على المنافس الحقيقي للمتوحش الحاكم والبديل الديناميكي والخلاق، يجب أن نعرف المؤشرات والخصائص المهمة والعامة للبديل الديمقراطي.
قوة ذات تجربة وخبرة كبيرة وتقف بحد ذاتها على حافة أهم الهجمات الدكتاتورية. تمتلك إدارة وبرنامج وقيادة تنظيم وتتمتع بدعم من قبل المؤسسات المعتبرة والأشخاص المشهورين والمعروفين الذين لا يملكون معها أي مصلحة بعيدة أو قريبة.
البديل الحقيقي يقف دائما في المقدمة ولا يختبأ أبدا خلف ظهور الآخرين والأهم من ذلك أنه لا يجلس أبدا في انتظار تحرك الآخرين وتحول وتطور الأوضاع متطفلا وتقديم الحرية على صحن من ذهب.
يشق الطريق بنفسه هو البادئ، يجمع أوراق الزهور المتناثرة ويصنع منها حديقة زهرية، وتقف صامدة أمام آيات اليأس والشك والتردد المبنى على عدم وجود أي نتيجة، أو المبني على أن أي شخص يأتي يصبح الأمر أسوأ، خطر الحرب، الخوف من تقسيم البلاد والتشجيع على البقاء في الوضع الراهن، وغيرها... وتقوم بإغلاق غطاءات وأبواب اليأس والروتين البائد وخيبات الأمل ولا ترى وجود أي سد أو عائق يمنعها من الخطو قدما في طريق الحرية.
هذه هي الخصائص والمؤشرات ذاتها التي يمكن رؤيتها جميعا وعينا في البديل الحقيقي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة. ومؤشر ذلك هو استعداد المظاهرات العظيمة والواسعة في جميع أنحاء العالم.
ما هو السر أو المنطق في أن نجد الإيرانيين اللاجئين والبعيدين عن الوطن في البرد والحر في أوروبا وأمريكا وكل أنحاء العالم، يشاركون بكل قوة وتضامن وتلاحم في جميع مظاهرات وتجمعات المقاومة الإيرانية؟ إلى أي الأدبيات الدبلوماسية تنحدر منها الطبيعة والحركة المتعالية؟ كل هذا التواضع والرقي والاستثمار، نتيجة أي قيم مزروعة في هذه المقاومة كي تثير كل هذا الجيش العظيم وتحركه نحوها؟.
الجواب باختصار، في رؤية حقائق البديل السياسي المتواجد في جميع ساحات الوغى ودفعه أبهظ الأثمان في سبيل تحرير الشعب الإيراني المظلوم والمقموع من شرك الظلم والاستبداد الفاشي في تاريخ إيران المعاصر، هذا البديل التي يعتمد على القدرات القومية والوطنية من كل جانب من جوانبه.
هذا البديل الحقيقي يتطلع لمستقبل مشرق جدا، ذاك المستقبل المشرق الذي تحيك مشاريعه الجديدة الآن أيادي النساء والرجال والشبان الإيرانيين.
في تجمع الإيرانيين العظيم في فيلبنت في باريس في عام ٢٠١٧ أشارت السيدة مريم رجوي لضرورة " المنظمات والتشكلات والمنظمة القيادية، والعبور من أفران صهر القياس والتجربة والوفاء والإخلاص" بالنسبة للبديل السياسي القوي، وأشارت للمدعين بأنهم لم يكونوا أهل تضحية ووفاء وأن التجربة أثبتت أن هذا النظام المتخلف والرجعي والمتدخل والسلطوي لا يمكن أبدا إصلاحه من الداخل؛ ولا في خارج الحدود يمكنه التخلي عن الإرهاب والتطرف والابتزاز
لابد من أن إسقاط هذا النظام يتطلب قيمة، قيمة دفعتها على أكمل وجه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خلال العقود الأربعة الماضية ولا ريب في أنها تستحق أن تمسك السلطة كونها البديل الحقيقي لهذا النظام الحاكم في إيران.
الآن قد حان الوقت بأن تعترف رسميا جميع الحكومات وخاصة حكومات الجوار والمنطقة بمطلب الشعب والمقاومة الإيرانية في إسقاط نظام ولاية الفقيه وأن تقف لجانبهم.