سالمين تم الانقلاب عليه وليس العكس
12:03:55 AM 2019-06-27 منذ : 1978 يوم
سالمين تم الانقلاب عليه وليس العكس
يصادف اليوم مرور واحد وأربعون عاماً على أحداث يونيو 78م التي راح ضحيتها أشرف وانزه رجل عرفته بحياتي الرئيس سالم ربيع علي وبحكم إنني من عاش وتواجد في قلب الحدث سوف أسجل شهادتي للتاريخ ولكن قبل الحديث عن أحداث يوم 26 يونيو 78م أريد الحديث عن مقتل الرئيس الغشمي الذي حاول فريق عبد الفتاح تحميل سالمين مسؤولية مقتله ووجدوا في ذلك فرصة للتخلص من سالمين
والحقيقة هي إن التخلص من الغشمي أمر متفق عليه في المكتب السياسي وسوف أروي هذه الحقيقة ، ففي بوم 24 يونيو 78م وهو يوم مقتل الرئيس اليمني الغشمي ونحن في مقر عملنا قسم الرصد الواقع بجانب القصر المدور في الرئاسة مباشرة وعلى غير عادة وصل إلى القسم كلاً" من":صالح مصلح وعبد العزيز عبد الولي ومحمد سعيد عبدالله وشخص رابع لا أتذكر جيداً اعتقد إنه حسين الهمزة من فرع الحزب وعندما دخلوا علينا إلى غرفة الأجهزة قال"صالح مصلح"هل في خبر من صنعاء وطلب مننا متابعة أخبار صنعاء بعد لحظات بينما كان أحد الزملاء يتنصت سمع محادثة بين عامل الإتصال في مقر القيادة العامة بصنعاء مع عامل إتصال في قعطبة حيث كان صاحب قعطبة يريد من صاحب صنعاء أن يستلم منه برقية أي رسالة فرد عليه صاحب صنعاء إنهم مشغولين،وعندما ألحّ عليه قال له صاحب صنعاء نحن مشغولين فلك انتهاء وكلمة فلك هي ترمز لرئيس الجمهورية فقال زميلنا الذي يتنصت إن صاحب صنعاء يقول إن الرئيس انتهاء وبعد تأكيد الخبر مرة ثانية أخذ الأخ "صالح مصلح "الهاتف واتصل يبلغ القيادة عبدالفتاح وسالمين وغيرهما من أعضاء المكتب السياسي بأن الغشمي انتهاء
وهذا دليل واضح من إن حضور هؤلاء من أعضاء المكتب السياسي الوزراء الى مقر الرصد وإبلاغ صالح مصلح بقية القيادة في المكتب السياسي بنجاح العملية في اغتيال الرئيس الغشمي من إن عملية التخلص من الرئيس اليمني الغشمي كما أشرت في المقدمة كان مخطط له ومتفق عليه من قبل المكتب السياسي ولكن عبدالفتاح وجماعته في المكتب السياسي وجدوا ذلك فرصة للتخلص من سالمين وتحمليه مقتل الغشمي خاصة بعد ردود الفعل العربية والدولية المنددة لهذه الجريمة،،،،
نعود لأحدث 26 يونيو كوني"شاهد وحاضر"فيها بحكم عملي ووجودي في دار الرئاسة حيث كنت أعمل كما أشرت في المقدمة في قسم الرصد الواقع بجوار القصر المدور وهذا القسم تابع لأمن الدولة والذي كانت مهمته التنصت على إتصالات الشمال بل وكنت أسكن كذلك في الرئاسة بنفس السكن الذي يسكن فيه حراسة سالمين.
وأتذكر تلك الليلة من إنني جلست في المكتب في قسم الرصد أنحز بعض الأعمال وقد علمت من زملائي في حراسة سالمين تلك الليلة إن علي عنتر وصالح مصلح ومطيع كانوا قد ترددوا أكثر من مرة للتوسط بين سالمين وعبدالفتاح وفريقة وكانا صالح مصلح ومطيع هما آخر من غادر من عند سالمين بعد الساعة 12 ليلا تقريبا صباح يوم 26.
ومعهم استقالة سالمين وتم الاتفاق على سفر سالمين للخارج اليوم الثاني وفعلاً قام سالمين بتجهيز شنط سفره استعداداً للسفر (وقد علمت فيما بعد أنه بعد مغادرة صالح مصلح ومطيع أعطي تعليمات لحراسة بوابة الشرطة العسكرية الفتح مدخل الرئاسة أنه إذا خرج سالمين إن يتم إطلاق النار عليه كما عرفنا إنه قد تم في نفس الليلة اعتقال القيادات العسكرية الموالية لسالمين وعملية حشد وتعبئة مقرات الميليشيات في مديريات عدن وأنه تم إفهام من تم تحريكها باتجاه الرئاسة من إن الرئاسة تعرضت لهجوم وإنزال من الشمال الخ )،وبينما كان سالمين في غرفة نومه في دار الرئاسة فوجئ بإطلاق النار عليه إلى سكنه في القصر من الشرطة العسكرية ورأس مربط ووزارة الدفاع في حدود الساعة الثانية صباحاً تقريباً بعد تقديم استقالته وعند سماعي لإطلاق النار هرعت من مكتبي باتجاه دار الرئاسة فوجدت سالمين وعلي سالم لعور وجاعم مع بعض من الحراسة خارجين من دار الرئاسة باتجاه القصر المدور وسمعته يقول عملوها فينا،
تحركنا مع سالمين إلى القصر المدور ثم نزلنا في أحد الأخوار ( خندق) القديمة بجانب القصر المدور نحتمي فيها حيث استمر تبادل إطلاق النار بين الطرفين وتعرض الرئاسة للضرب بمختلف أنواع الأسلحة بما ذلك الطيران والقوارب البحربة وجلسنا في هذا الخور إلى قبل المغرب والمعركة مستمره ونتحية لنفاذ الذخيرة على الحراسة وعدم التكافىء العسكري والحصار قرر سالمين الاستسلام فكلف أحد قادة حراسة ويدعى محمد سعيد الكازمي إن ينادي عليهم لأنهم كانوا تحتنا وعلى مسافة قريبة جداً وفعلاً نادى عليهم باننا سوف نسلم ثم أرسل سالمين رسالة مختصرة مع واحد من عمال الرصد كما أتذكر اسمه عبدالله عوض من يرامس موجهه إلى علي عنتر يقول له فيها إنه يريد إن يسلم نفسه إلى يده لكن يبدو إنها لم تصل إلى علي عنتر وتم الرد على سالمين إن تسلم نفسك لقائد الحمله الباخشي
وخرجنا جميعاً من الخور مع المغرب نمر فوق ماسورة المجاري حسب طلبهم إلى الجهة الأخرى التي فيها القوة المحاصرة لنا بقيادة الباخشي حيث في البداية أخذ سالمين ولعور وجاعم في سيارة ثم تم فرز الضباط عيال امزربه محمد وناصر وصالح شيخ وهود وصالح ومحمد سعيد أمامنا بمسافة ثم اصطفينا بعدهم وأخدونا جميعاً مشياً على الأقدام إلى الشرطة العسكرية الفتح ثم وزعوا الناس في غرف وبالنسبة لي أنا وزملائي من عمال الرصد التابعين لأمن الدولة مننا في حدود خمسة أفراد
كما أذكر منهم علي عبادي علي من الضالع وعبدالله عوض من يرامس ولا أتذكر بقية الأسماء تم أخذنا جميعا اليوم الثاني للتحقيق إلى وزارة أمن الدولة ثم معسكر الصولبان ثم استقرينا في سجن الفتح التابع لأمن الدولة
ملحوظة :
لا أكتب ماكتبت هنا لا من أجل نبش الجراح أو جلد الذات ، ولا من أجل محاسبة أحد ، ولكن من أجل إعادة الاعتبار للتاريخ ووفاء لمن دفع حياته ظلما ولكي تعرف الناس الحقيقة الغائبة خاصة وإن هذه الحقيقة تتعلق بقتل زعيم وقائد جنوبي مثل سالمين أخلص لشعبه واحبه الشعب تم التامر والانقلاب عليه وقتله بدون محاكمة ولكي في نفس الوقت نتعظ ونتعلم ونعتبر من تلك الدروس المؤلمة تلك الأحداث المؤسفة التي راح ويروح ضحيتها اشرف وانبل وافضل الرجال .../عميد متقاعد صالح محمد قحطان المحرمي
26 يونيو 2019م