لقاء انتظره العالم
11:43:29 PM 2019-06-21 منذ : 1984 يوم
لقاء انتظره العالم
(جريدة الجزيرة السعودية):- ليلة الأحد ترقب العالم أجمع لقاء الصحيفة اللندنية الخضراء بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، القائد الذي شغل العالم، والذي يمثل لشعبه القائد البطل، وكذلك لأشخاص حول العالم انتشرت لهم مقاطع متفرقة حول أمنياتهم أن يكون في بلدانهم رجل بمثل قامته يرهب المفسدين ويقود عجلة التغيير.
لا استغراب من أن يترقب العالم كلماته ولقاء الصحيفة به، فهذا قدر العظماء الذين اعتادوا أن يتركوا حولهم ضجيجاً، وإن تمعنا بلقاءات الأمير السابقة لوجدناه ترجم كلماته فيها ووعوده إلى حقيقة، فكانت خطة حياة وواقع معاش.
قال غسان شربل رئيس تحرير الشرق الأوسط: إن لقاءه بولي العهد كان ضرورة بعد القمم الثلاث التي عقدت في مكة المكرمة وفي ظل أزمة ناقلات النفط في الخليج، وإنه خرج بانطباع من المقابلة بأن «السعودية تتعامل بصبر مع هذه الأزمة، ولن تنجرّ استفزازات إلى تصعيد غير مسبوق، ولن تكون البادئة بأيّ شكل من الحروب، لكنها ستحتفظ دائماً بورقة حقها في الدفاع عن مصالحها».
إيران التي تستخدم بدع التشيع الديني الذي تستخدمه تحت ستارها السياسي لهدم بلدان لتلحق ببلدان سابقة دمرتها، فماذا أقول لكم عن لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا وبلدان أخرى تنتظر إيران تنفيذ خططها التخريبية فيها لتحقيق مآربها.. واليوم ما حدث لناقلات النفط في ميناء الفجيرة ثم عمان ثم الصواريخ الاستفزازية الحوثية بصناعة إيرانية والتي حاولت استهداف مناطق متعددة في المملكة منها مطار أبها وأبطلها أبطال قوات الدفاع الجوي السعودي؛ كلها استفزازات تقوم بها إيران لإغراق المنطقة بالقلق والحروب، والمملكة أثبتت خلال الفترة الماضية أن سياستها تجاه الموضوع الإيراني تتسم بقدرٍ عال من المسؤولية والحذر والقناعة أيضاً بمدى خطورة الحلم الفارسي في الخليج.
لا غرابة أن تشرئب أبصارنا لحديث ولي العهد الذي تحضر اليوم مملكتنا الغالية بقوة على خارطة العالم السياسي والثقافي، والتي تؤثر بقوة نتيجة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المملكة والانفتاح المعتدل الذي تطلعنا إليه طويلاً في الداخل وترقبه الآخرون، بعد حديث ولي العهد عن الإسلام الوسطي في أكثر من مؤتمر وحديث.
حديث الأمير محمد ترقبه الأعداء قبل الأصدقاء وانتظره المراقبون والمحللون وتلقفه الإعلام الغربي لأنه الحدث الأهم في وسط الغليان في منطقة الخليج.
أكتب مقالي هذا وأنا مع أصدقاء أمريكيين من سان فرانسيسكو في سانت ريني بالريف الفرنسي ورغم أن الإنسان الأمريكي لا يشغله أكثر من دخله والتأمين الطبي والضرائب إلا أنهم تساءلوا ماذا يمكنه أن يكون في طيات حديث ولي العهد.