لا بدَّ من استعادة وجه «اليمن السعيد»
6:14:19 PM 2019-06-14 منذ : 1991 يوم
لا بدَّ من استعادة وجه «اليمن السعيد»
(الشرق الأوسط):اليمن السعيد منطلق الحضارات الإنسانية؛ من حضارة سبأ، ومملكة معين، وحضارة حضرموت، ومملكة حمير، إلى مملكة أوسان، ومملكة هرم، ومملكة كمنة، ومملكة السوداء، ومملكة أنابة، ومملكة نشان، ها هو اليوم يتعرض للعبث الحوثي المدعوم من النظام الإيراني.
اليمن السعيد بحضارته العريقة؛ تعيس اليوم بوجود ميليشيات الحوثي وشركائه، الذين يريدون الهيمنة على كل شعب اليمن وهم الأقلية، ويشعلون حرباً بالوكالة عن النظام الإيراني، لارتباط الحوثيين بنظام الملالي في طهران، الذي جعل من الحوثيين خنجراً في خاصرة الخليج العربي.
الحوثيون، أو «حركة أنصار الله»، حركة سياسية مسلحة بشعار ديني، تتخذ من صعدة مركزاً رئيسياً لها، وعرفت باسم «الحوثيين» نسبة إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، ويعدّ المرشد الديني للجماعة، التي لا تمثل الطائفة الزيدية في اليمن؛ إنما هي مثل تنظيم «الإخوان» في المجتمعات السنيّة. جماعة سياسية مبتدعة ترفع شعاراً دينياً، وليس جميع من في الطائفة ينتمي إليها.
اليمن اليوم تعيس بحالة الفوضى والتخبط وإهدار القيم، التي تسببت فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وتعدّ محاولة لإطالة حالة الفوضى التي تثيرها ميليشيات الحوثي بالوكالة عن إيران في اليمن؛ في محاولة لتصدير النسخة الإيرانية من حكم ولاية الفقيه.
«اليمن السعيد» تريد أن يقلبه الحوثيون إلى اليمن التعيس بالاستحواذ عليه وعلى مقدراته. فمشروع الحوثيين ليس مشروعاً يمنياً وطنياً، بل هو مشروع إيراني استخدمت فيه إيران الحوثيين للوصول لهدفها المعلن وهو السيطرة على المنطقة كاملة. وما تزويد الحوثيين بالأسلحة الفتاكة وعلى رأسها الصواريخ الباليستية التي يطلقها الحوثيون على المملكة العربية السعودية بين الحين والآخر، إلا لتأصيل المشروع الإيراني في المنطقة بأسرها. ولعل آخر هذه الصواريخ ما أعلنت عنه ميليشيات الحوثي الإرهابية من استخدام لصاروخ «كروز» ضد مطار مدني في أبها، بل إن مكة المكرمة نفسها لم تسلم منها. وطالت الهجمات التي نفذتها ميليشيات الحوثي بواسطة طائرات إيرانية مسيرة، محطتي ضخ للبترول في المملكة العربية السعودية.
لا شك أن الحوثيين يمترسون خلف المدنيين في صنعاء ويتخذونهم دروعاً بشرية، وهو ما يعطل تحرير البلاد منهم، ولكن على اليمنيين جميعاً أن يتكاتفوا لينقذوا بلاهم من الهيمنة الحوثية، ويجعلوا اليمن لكل اليمنيين وليس حكراً على جماعة معينة. كما ينبغي تجنب الدعوات الانفصالية فاليمن لا وجود فيه لأي فروقات عرقية أو دينية تبرر دعاوى الانفصال.
اليمن اليوم تعيس بين دعاوى الانفصاليين والعبثية الحوثية في الشمال الذين ينادون بحكم «الإمامة» البائدة.
اليمن تعيسٌ بوجود الدور الإيراني المستمر في تأجيج هذا الصراع، الذي يؤديه الحوثيون نيابة عنهم في محاولة يائسة لتحدي إرادة اليمنيين جميعاً للهيمنة على كل اليمن.
«اليمن السعيد» عبر التاريخ في حاجة اليوم إلى عودة السعادة لأهله، بطرد الحوثي الذي تحول إلى مجرد محراك شر إيراني أفسد الحياة اليمنية حتى على الزيديين أنفسهم، فالزيديون هم الأقرب إلى «أهل السنة والجماعة»، وهذا ما يطرح سؤلا مهماً عن أسباب دعم النظام الإيراني للحوثيين، مما يؤكد مشروع إيران في استنساخ تجربة «حزب الله» في اليمن بنسخة الحوثيين، الذين أفسدوا النسل والحرث حتى على باقي الزيديين.